Text size
Bulgarian National Radio © 2025 All Rights Reserved

بلغاريا خلال حكم الملك إيفان ألكسندر – الصعود الأخير في غروب الأسطورة

Photo: wikipedia.org

كان إيفان ألكسندر ملك بلغاريا من عام 1331 حتى 1371 ومع تلك السنوات 40 أصبح الحاكم الثاني الأطول حكما في التاريخ البلغاري. وكانت هذه الفترة مليئة بالصراعات. ومع ذلك، فإن احتفظ إيفان ألكسندر ببلغاريا كقوة أولية في المنطقة، وشهدت الثقافة البلغارية تقدما جديدا.

كان الحاكم ابن شقيق الملك ميخائيل شيشمان. وبدأ مسيرته كمدير مدينة لوفيتش ومنطقتها. وبعد الانقلاب ضد الملك إيفان ستيفن أصبح تأثيره في العاصمة تارنوفو كبيرا تدريجيا واُنتخب ملكا. وتظهر هذه الأحداث مهاراته الدبلوماسية. ووفقا للمؤرخين كان إيفان ألكسندر رجلا متعلما وتحدث اليونانية بطلاقة.

وساعدته كل هذه الصفات خلال السنوات الـ15 الأولى من حكمه، عندما حرب مع بيزنطة لأراضي في جنوب بلغاريا. وكان يشارك في صراعات قبالية مع بيزنطة نفسها، وكسب الوقت عن طريق التفاوض، وعند الضرورة هجمها هجوما حاسما. وفاز في المعركة الهامة قرب روسوكاسترو في عام 1332، وبفضله عادت إلى بلغاريا أراضي الساحل الجنوبي. وأعاد في وقت لاحق مدينة بلوفديف وعدد من القلاع في جبل رودوبي. وساهم بهذه الانتصارات في إثبات الطابع البلغاري في هذه المناطق.

يتهم مؤرخو القرن التاسع عشر والقرن العشرين إيفان ألكسندر بأنه رفض تحالفا مع الإمبراطور البيزنطي يوحنا كانتاكوزين ضد العثمانيين في عام 1351. واعتبر هذا الظرف حاسما في تطوير التاريخ البلغاري. ولكن الصورة من القرن الرابع عشر ليست ذات بعد واحد. ففي ذلك الحين تم التقليل من خطر العثمانيين في أوروبا. وفي الواقع غزا العثمانيون منطقة تمزقها الصراعات الداخلية والخارجية.

يسمى عهد إيفان ألكسندر عصر الثقافة الذهبي الثاني (الأول كان في عهد سميون العظيم - 893-927). وتم بناء العديد من الكنائس والأديرة المزخرفة خلال هذا العصر الذهبي الجديد. والناجية منها من الغزو العثماني، مثل كنيسة الصخرة "القديسة مريم" ذات لوحات جدارية رائعة، وهي الآن تراث ثقفي. ومن بين أبرز الكتب في تلك الحقبة الزمنية إنجيل يتم تخزينه اليوم في المكتبة البريطانية.

إيفان الكسندر ليس حاكمنا العظيم الأخير فحسب، بل أظهر مهاراته في وقت صعب: الصراعات الخارجية التي لا نهاية لها، واتجاهات التجزئة الإقطاعية، والمشاكل الاجتماعية. وبعد فترة وجيزة من حكم إيفان ألكسندر أتى الحكم العثماني لخمسة قرون. حيث نجح البلغار بالفعل في الحفاظ على الروح الوطنية واللغة والثقافة البلغارية. 




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

بيت "فيليانوفاتا كاشتا" – جزء لا يتجزأ من التاريخ

من بين تماثيل الثقافة ذات الاهمية الوطنية في مدينة بانسكو بيت "فيليانوفاتا كاشتا"، والذي يتعلق تاريخها ببلغاريين مشهورين، الا وهما إيفان حاجيراكونوف وفيليان أوغنيف، وهو الأول كان من بين أغنى تجار القطن في هذه المنطقة، أما ثانيهما فكان رسام جداريات..

نشر بتاريخ ١٠‏/١‏/٢٠١٦ ٩:٥٥ ص

بانسكو – سحر الماضي

على الرغم أن بانسكو بلدة صغيرة، إلا أنها ساهمت مساهمة ملحوظة في تقدم الثقافة البلغارية، وما زالت الشوارع المبلطة بالحجر والبيوت الهرمة اليوم تحكي عن بداهة أهل البلدة القدامى وحبهم للوطن، وكذلك عن حسيتهم إزاء الجميل. "إن كنا نتحدث عن نشوء بانسكو..

نشر بتاريخ ٢٣‏/١٢‏/٢٠١٥ ٢:١٦ م

150 عاما على ميلاد لوي آيير

ربما بعضكم سمعتم من قبل عن شارع في صوفيا سُمي على هذا الشخص. وربما بعض آخر منكم كنتم في استاد مدينة سيليسترا أو المدرسة في روسيه واللذين سُميا عليه كذلك. فقد وصل السويسري لوي آيير في 1894 إلى صوفيا بطلب وزير التعليم البلغاري آنذاك من أجل وضع أسس..

نشر بتاريخ ٢١‏/١١‏/٢٠١٥ ١٠:١٠ ص