Text size
Bulgarian National Radio © 2025 All Rights Reserved

نسور تحمي معبدا قديما

منذ عدة سنين، يبحث الأستاذ المساعد إيفان خريستوف، نائب مدير المتحف التاريخي الوطني ، مع فريقه العلمي في القصر الملكي التراقي على قيمة كوزي غرامادي في جبل سريدنا غورا، حيث اكتشف علماء الآثار خلال عام 2013 آثار عديدة في معبد مكرس للإلهين زيوس وهيرا في هذا المكان وهو المعبد الرابع المكتشف في الأراضي البلغارية لغاية اليوم. وفي مسابقة مع صيادي الكنوز والجو السيئ يقوم الفريق بحفريات وبفضلها تم جلب أكثر من مائة ألواح حجرية طقوسية كانت هدية للآلهة في الماضي. وتم عرض بعضها والتي هي في جالة جيدة في معرض ثابت في صالة "العصر الكلاسيكي القديم" في المتحف التاريخي الوطني. وعلى القمة التي ترتفع إلى 1361 مترا فوق سدح البحر، تم العثور على آثار أكثر، بينها أكثر من 300 عملة قديمة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى الخامس الميلادي، وفخاريات ومصابيح.

"نتحدث عن منطقة أُجريت فيها طقوس أثناء الفترة الرومانية، إلا أنها كانت مستخدمة لأغراض متشابهة خلال الألف الأول الكامل قبل الميلاد، قال إيفان خريستوف. ويُعتبر أحد أثرى مالمعابد المكرسة للإلهين زويس وهيرا. وفي بلغاريا هناك العديد من المعابد الأخرى، إلا أنه لحسن الحظ أجرينا كل الحفريات الضرورية في الموقع بفضل المخصصات من طرف وزارة الثقافة. ونجحنا في إكمال عملنا قبل هطول الثلج الأول. وعلى قمة كوزي غرامادي نمتلك معبدا فريدا من نوعه، محاط بسور منيع كبير. تصوروا دير من الفترة الكلاسيكية القديمة كان مستخدما من القرن الثامن قبل الميلاد إلى فترة صدر المسيحية. وتخيل قمة جبلية غني بماضيها وتاريخها ومتعلقة بالقصر الملكي للملوك الأودريسيين. هذا المكان كان مقدسا بالنسبة لقبيلة أودريسي التراقية. أمامنا عمل شاق لتحليل الآثار الموجودة هناك."

وردا على سؤال راديو بلغاريا أجاب العالم إيفان خريستوف بأن المكان محفوظ في صورة جيدة نسبيا من غزوات صيادي الكنوز بسبب الوصول الصعب  إليه. وأضاف:

"الحمد الله أننا نجحنا بعد عام 2005 في إلفات نظر الجهات الخاصة لوزارة الداخلية البلغارية أن تحرس هذا الموقع. وبفضل مساعدتها تم حمايته من صيادي الكنوز. كان عندنا حظ كبير."

أما المسكوكات التي اُكتشفت على القمة، فسيتم تنظيفها وترميمها وستُعرض في واجهة خاصة. وحسب المورخ خريستوف، في الصور على الألواح الحجرية هناك تنوع كبير. "نرى هنا قصة ميثولوجية معقدة جدا، إذ أنه على مواضيع يونانية تماما، زيوس وهيرا إلهان من الميثولوجيا الإغريقية، نكتشف عناصر فيها تأثير تراقي. هناك أخرى ذات مخطوطات مكرسة لزيوس وهيرا من جديد. ونفهم من بعضها أن ناقليها كانوا تراقيين وإغريق إثنيين، مما يعني أن سكان مختلط عرقيا سار المسافة الطويلة من السهل إلى قم الجبل لشهادة عبادتها للآلهة."

وهناك أمر مثير للاهتمام جدا. عند اكتشاف الألواح الحجرية ظهرت فرق رؤوس علماء الآثار طيور ثلاثة – وزجان من النسور وفرخهما. وفي حين استخراج العلماء لكنوز الأرض، كانت الطيور تحلق وفق رؤوسهم. "معروف أن النسر رمز زيوس وربما هي بركة الآلهة أن تكمل عملنا قبل هطول الثلج"، أوضح العالم.  




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

ثاني أكبر معبد في العاصمة يمجد القديس نيقولاي الصوفياني

لا يربط أهل مدينة صوفيا المعاصرة بين اسم "نيقولاي مارتينوف" مصلح الأحذية الذي عاش في القرن السادس عشر وبين ثاني أكبر معبد في وسط العاصمة (الأكبر هو معبد القديس "أليكساندار نيفسكي "). تعود  قصة هذا الرجل إلى عام 1555 في عهد الدولة العثمانية حين مات..

نشر بتاريخ ٣‏/٧‏/٢٠١٦ ١٠:٠٠ ص
مقبر كازانلاك

تراث التراقيين – متجسد في معالم رمزية

تقبع منطقة كازانلاك في أحضان جبلي البلقان وسريدنا غورا فهي تتمتع بلطف المناخ ووفرة الخصوبة فلا يتفاجأ أحد بتواجد البشر فيها منذ ما قبل التاريخ وبلا أي انقطاع. وقد أدرج ما يزيد عن 1500 معلم ثقافي في قائمة التراث البلغاري. نتحدث عن هذا المكان..

نشر بتاريخ ٢٩‏/٦‏/٢٠١٦ ١٠:٣٥ ص

هل ستحل الوثائق الإلكترونية محل الوثائق الورقية

أمس احتفلنا باليوم العالمي للأرشيف وهو يوم مرتبط بتاريخ البشرية وذاكرتها وكذلك برسالة الحفاظ على هذه الذاكرة. وبهذه المناسبة أشار الأستاذ ميخايل غرويف، رئيس الوكالة الحكومية للأرشيف، إلى أن الهدف الاستراتيجي لفريق عمله هو ترقيم الأرشيف. "إن..

نشر بتاريخ ١٠‏/٦‏/٢٠١٦ ١:٥٠ م