Text size
Bulgarian National Radio © 2025 All Rights Reserved

حانوت الشعراء والخمر والعشق في ميلنيك

في زاوية جنوب شرق بلغاريا، بقرب من الحدود اليونانية تقع أغصر المدن البلغارية. هذه هي مدينة ميلنيك المشهورة شجرات الدلب المعمرة وصفين من البيوت النهضوية بامتداد النهر العدد القليل من السكان. واشتهرت المدينة بعيدا عن حدود البلاد بأسلوبها المعماري الأصلي والنبيذ المسكر والذي كان من الخمور المفضل لوينستن تشارتشيل. وبين بيوت المدينة هناك واحد يُطلق عليه بحانوت الشعراء والخمر والعشق، حيث يأتي شعراء وكتاب وفنانون وهو مكان للمزح توُلد فيه أعمال رمزية للجسد والعقل والروح. وشهدت هذه الحانوت الكثير من جلسات الشعراء من بلغاريا ومقدونيا واليونان. زاره أيضا شاعر الحب البلغاري إيفتيم إيفتيموف:

"أتذكر إيفتيم إيفتيموف ، قال إيليا، صاحب المكان. انعقدت جلسة لاتحاد الشعراء ذات ليلة، فجاءها إيفتيم مع مجموعة من أصدقائه وزملائه. وبعد شربهم كميات لا بأس بها من الخمر، أصبح الجو في الحانوت منتعشا غير منسي."

ورث باي إيليا مهنته من جده وأبيه إيفان غارتشيف وأدارها الحانوت أكثر من 23 عاما:

"هي ميراث تلقيته من جدي وجدتي. في السنوات الأولى من زواجهما كانا يعيشان في فقر متقع لم تكن لديهما شوكات وملاعق. ولكن جدي كان رجلا بديها ومجتهدا. آنذاك كان مصورا فوتوغرافيا وكان يجيد الطب البيطري. آنذاك كانت في المدينة الكثير من البغال والمعاز والحمير. ساعد الناس ولذلك تلقى منهم احترامهم. كان لديه دكان، حيث يعمل مستضيفا لزوار المدينة. خلال السنين عمل الكثير من المهن. أما أبي فاتجه نحو عرض السينما ولكن لم تكن في المدينة طاقة آنذاك، فجلب جدي مولد طاقة متحرك. وبدأ الناس يزورنه ويحبونه"

وحافظ التصميم الداخلي للحانوت القديم روح نمط الحياة البلغاري الأصلي والتقاليد.

"كل الأغراض داخل الحانوت كان ممتلكات لعائلتي. وفي هذه الصينيات مثلا أنا كنت آكل، وكانت تحضر فيها أمي الخبز والفطائر."

وتجذب الحانوت اليوم الكثير من الشعراء والفنانين والسياح. تكشف عن هذا اللوحة أمام العتبة، حيث مكتوب: "نحن في استقبال ضيوف وتوديع أصدقاء". ويزورها خلال يونيو وأوغسطس الكثير من الأجانب من كل من تشيكيا وبولندا وفرنسا وأمريكا وآسياو يذوقون من النبيذ المشهور. وما يقلق باي إيليا هو أن البلغار يعيشون في فقر متقع وليس كل منهم قادرا على زيارة كافة الأماكن الجميلة في البلاد:

"سيفرق هذه الدنيا أناس لم يروا مدينة ميلنيك. زار البشر الفضاء والبلغار ما زالوا لا يستطيعون زيارة هذه المدينة"، قال باي إيليا وهو حزين ولكن يبقى متفائل في الغد. والتفاؤل أمر لازم لحانوت الشعراء والخمر والعشق.  




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

رحلة في منعطفات نهر أردا

في منطقة مدينة ماجاروفو الواقعة قرب قرية بوريسلافتسي بجبل رودوبا يستطيع السياح الابتعاد عن هموم الحياة اليومية والاستمتاع بالطاقة الإيجابية النابعة من هذا المكان. ولهذا الغرض ينطلقون على متن الكانوكاياك في رحلة نهرية في حوض نهر أردا حيث تتميز هذه..

نشر بتاريخ ١٧‏/٨‏/٢٠١٥ ١:٢٣ م

البرودة والعواطف في منتجع بوروفيتس

إن الموسم الصيفي وصل إلى ذروته في مدينة بوروفيتس الجبلية التي تقدم البرودة وباقة من مختلف العواطف في عز الحر. حيث تعمل جميع مصاعد التزلج التي تنقل السياح إلى أعالي الجبل حيث ينتظرهم مدربون محترفون. ولكن المكان الذي يلفت أنظار جميع السياح كبارا..

نشر بتاريخ ١٧‏/٨‏/٢٠١٥ ١:٢١ م

أصحاب شقق روس على شاطئ البحر يمارسون أعمالا غير شرعية

رغم ما يأتينا من أخبار تراجع السياح الروس عن الشواطئ البلغارية للبحر الأسود فإن منازل المواطنين الروس فيها مليئة بالسياح. فقد تبين أن أصحابها يمارسون ما يسمى بسياحة المساكن التي تكبد الاقتصاد المحلي وخزانة الدولة خسائر كبيرة. إذ يصل ضيوف هذه..

نشر بتاريخ ١٧‏/٨‏/٢٠١٥ ١:٠٩ م