في هذه الطبعة من برنامج "فولك ستوديو" تعرفنا الأستاذة المساعدة الدكتورة فيخرا بايفا من معهد الاثنولوجيا والفولكلور بمتحف إثنوغرافي لأكاديمية العلوم البلغارية على صورة الكلب الفولكلورية في الحكايات والأساطير والأمثال والأحاجي البلغارية.
مستأنسة منذ فجر البشرية، كانت الكلاب من أوائل الحيوانات الأليفة ووفقا للبيانات الأثرية الحالية كانت الكلاب موجودة في أقدم المستوطنات البشرية. وكان يعتبر الكلب حيوانا مقدسا وطوطما قبليا في دين البلغار القدماء. ويفترض بعض الباحثين أن تقويم البلغار القدماء المقسم على 12 شهرا كان يحتوي على سنة الكلب مثل التقويم الصيني. ويرجع تاريخ صور لكلب على بوابات المذبح في الكنائس وعلى أسوار المعابد والأديرة - على ما يبدو بسبب دوره كحارس، إلى فترة القرون الوسطى.
وتُفسر العلاقة العميقة بين الإنسان والكلب في أسطورة شعبية: عندما خلق الله الإنسان من الطين، وضعه في الشمس ليجف. ومر الشيطان الحسود، وعندما رأى خلق الله، فإنه بصق عليه. وحدث أن البصق سقط في منتصف بطن الرجل. وبعد أن تعلم الله من الملائكة من عمل الشيطان، أمر بإزالة اللعاب وبقيت في المكان جوفاء - وبذلك تشكلت السرة. عندما نفخ الخالق الروح في مخلوقه فإن عاشت القطعة الصغيرة من الطين الممزوجة بلعاب الشيطان، وأصبحت كلبا. وتنتهي الأسطورة بالكلام التالي: "حتى الآن يحب الكلب سيده، حتى عندما يضربه". وبهذه الفكرة تربط الاعتقاد بأن الكلب لا يخون ولا يضلل الإنسان أبدا. ومن هنا تأتي العبارة - مخلص ككلب.
ووفقا لقصة أخرى ساعد الرب راعيا ليرعى قطيعه. وجاء الذئب الذي أراد أن يأخذ أفضل الأغنام. وعرض الرب عليه خراف ضعيفة ومريضة، إلا أن الذئب لم يقبلها وحاول سرقة الأغنام. ثم خلق الله كلب الراعي - من قفازاته أو من حجرين - وقال له أن يصيد الذئاب ويحافظ على القطيع. وبالتالي يعارض الكلب الذي خلقه الله، الذئب الذي خلقه الشيطان، وعزز موقعه كأول صديق، ومساعد وحامي للإنسان.
ويعتقد أن الكلب حافظ الملكية، والدواجن، والناس ليس من الحيوانات المفترسة فحسب، بل من أهل الشر. ويعتقد الناس أنه يرأى من يأتي إلى البيت مع النوايا الحسنة ومن يريد أن يضر. وينبح قليلا ضد الطيبين ثم يهدئ بسرعة، وأما الناس السيئين فيحاول أن يفترسهم. وهناك العديد من الحالات حيث أنقذت الكلاب أصحابها من اللصوص الذين جاءوا إلى المنزل كضيوف بقصد السرقة أو القتل في الليل.
الكلب موجود في الطقوس والاحتفالات بسبب مكانته في عالم الفلاحين. عشية عيد الميلاد، وعيد القديس جرجس، ويُحضر خبز خاص مسمى "مربط الأغنام"، حيث يُرسم عليه راعي وأغنام وكلاب. ويعتقد أن كرات الخبز التي تمثل الكلاب، تحمي وتعالج الكلب. تم تكريس عيدا للكلب - ما يسمى "بيسي بونيديلنيك" – يوم الإثنين الأول عندما يبدأ الصوم الكبير. حيث تُُربط على ذيول الكلاب القرع المليئة بالرماد أو تنشأ مراجيح خاصة حيث تتأرجح الكلاب للصحية.
مثل معظم الشخصيات الفولكلورية يشمل الكلب سمات سلبية إلى جانب الإيجابية. ويقال على سبيل المثال، إن مصاص الدماء والجن يظهرون أحيانا في شكل كلب أسود، وإذا قفز الكلب فوق الموتى، إنه سيصبح مصاص الدماء. وعلى مستوى الخطاب يطهر الكلب كصورة الحيوان، كعكس الإنسان، ومن هنا جاءت تعبيرات عديدة مثل: حياة كلب، وحيدا مثل كلب، موتة كلب وغيرها.
إن الحرث والتوغل عبر الثوب عبارة عن عادتين قديمتين مترابطتين من حيث فحواهما وكلتاهما تجري في حالة صمت مطبق ليلا وتتميز برمزية التوأمة. لذا تقص الأغاني التي سنقدمها لكم حكايات رجال ونساء توائم. كانت عادة الحرث متعلقة بالحماية من الأوبئة..
في المعتقدات التراثية يعتبر عيد تجلي المسيح (ال6 من شهر أغسطس آب) عيدا يفصل بين الصيف والشتاء. تخص تغيرات المناخ الناس والزراعة وتربية المواشي. لحظ الناس أن بعد هذا التاريخ يصبح النهار أقل من الليل أما الثعابين والسحالي فتلجأ إلى مخابئها. فلذك نقول..
نحتفل هذا العام بمرو ثمانية عقود على إنشاء "رباعي بيستريتسا"- أول أوركسترا للموسيقى الشعبية في البلاد (الذي تأسس في عام 1936). ديانماتيين، يوردان بلكين، انجيل كريفينسكي وستويان رانغلوف ، أدوا على مدى سنوات الأغاني الشعبية البلغارية والرقصات أمام..