في هذه الطبعة من برنامج "فولك ستوديو" تعرفنا الأستاذة المساعدة الدكتورة فيخرا بايفا من معهد الاثنولوجيا والفولكلور بالمتحف الإثنوغرافي لأكاديمية العلوم البلغارية على صورة البقرة والثور والجاموس الفولكلورية في المعتقدات الشعبية البلغارية.

في أساطير الشعوب القديمة تعتبر البقرة، والثور والجاموس من الحيوانات المقدسة المرتبطة بالكرة السماوية والآلهة الذين يعيشون فيها. وتصور المصريون القدماء السماء كبقرة ضخمة أنجبت الشمس في شكل عجل. وتم العثور على صورة البقرة السماوية في الملاحم والأساطير الاسكندنافية والأفريقية. ويظهر العديد من الآلهة في شكل الثور، ومن أشهرهم يمكن أن نذكر إندرا الهندي، وأبيس المصري وزيوس وديونيسوس الإغريقيين. ووجدت آثار لعبادة الثور في العهد القديم الذي يحكي عن تمثال العجل الذهبي، الذي أدانه ودمره موسى في برية سيناء.

وقد تبقى من الرمزية السماوية لهذه الحيوانات في الفولكلور البلغاري أيضا. ووفقا لبعض الأساطير تقع الأرض على قرني ثور وقف على سلحفاة أو سمكة. وعند تحريك رأسه سبب الزلازل. وهناك صورة للشمس على شكل الجاموس أو العجل. ويرتبط القمر بدوره مع البقرة - لرمزيته المؤنثة.

الثور في الثقافة البلغارية التقليدية محترم جدا - سواء بسبب طبيعته السهلة الانقياد وبسبب العمل الذي يقوم به: سحب المحراث أو العربة وتحمل الأحمال. ومن ثم مقارنة شعبية اليوم "يعمل مثل ثور". ويعتبر قتل أو إهانة الثيران خطيئة كبيرة. ويعتقد أنه حتى الذئب الذي يهاجم جميع الحيوانات الأليفة يتجنب الثور. وبسبب قدرتها على درء الشر توضع قرون وجماجم البقر فوق أبواب المنازل.

مثيرة للاهتمام وربما قديمة جدا هي الصورة الشعبية لثور المياه - مخلوق أسطوري، سيد بحيرة. وهناك مثل هذه الأسطورة عن منطقة إيزيريشتيه بالقرب من قرية كوستينيتس. وكان هناك بحيرة، حيث عاش ثور المياه. وعندما اقتربت الماشية من البحيرة، خرج ثور المياه منها وانخرط في معركة شرسة مع ثور القرية وقتله دائما. وقرر القرويون الذين كانوا حدادين ماهرين صنع قرون حديدية لثورهم لكي يفوز على الوحش المائي. ونجحت خطتهم وأصيب ثور المياه بجرح قاتل.