السيدة فانيا فيلكوفا من مواليد إحدى أجمل مدن بلغاريا. ودارت بها الحياة حتى حطت رحالها في ألمانيا قبل عشرين عاما وهي لا تزال تعيش هناك حتى يومنا هذا. ففي بادئ الأمر ذهبت إلى مدينة هامبورغ حيث أسست مع والديها وبعض زملائها مدرسة دينية بلغارية. ومنذ أكثر من 10 أعوام وهي مديرة لها وتعمل من أجل معرفة الأطفال البلغار أصلهم ولغتهم الأم. وهي من بين مؤسسي رابطة المدارس البلغارية في الخارج. بعد تأسيس المدرسة واصلت مهنتها في برلين حيث تُدرس اللغة البلغارية للطلاب الألمان. وبموازاة كل أعمالها تعمل مراسلة جريدة "بلغاريا الآن" لألمانيا في مدينة شيكاغو. ومع أن أيامها متوترة ومكثفة فإن ذلك لا يمكن أن يقطع العلاقة التي تربطها بمسقط رأسها مدينة بلوفديف فقد أهدت فانيا سكانها لحظات رائعة مع معرض "مزدانون بالتقاليد والجمال" الذي أقامته في متحف التاريخ بالمدينة بمناسبة عيد الميلاد. حيث تقدم مجموعتها الشخصية من أزياء وحلي بلغارية أصلية متمثلة في ما يزيد عن 20 زيا من مختلف المناطق الفلكلورية وأشرطة وأطرزة وبعض الأغراض التراثية الخاصة بمنازل البلغار في القرنين ال19 وال20 وهي التي تزين المعرض بأناقتها وأصالتها. وفي هذا السياق تقول فانيا:
لقد ترعرعت في الريف عند جدتي مما جعل الحياة والتقاليد القروية قريبة من نفسي فقد سلمتني جدتي أول تلك الأزياء وأنا تلميذة في الثانوية. وفي السنوات اللاحقة ازداد اهتمامي بها حينما رأيت على إحدى واجهات المحلات زيا جميلا من منطقة تريافنا وهي مدينة في بلغاريا الوسطى وحالها اشتريتها وهكذا بدأ شغفي بجمع الأزياء. ومعظم الأزياء في مجموعتي ورثتها من أسرتي والباقي إما وهبني إياها أناس مسنون فتحوا صناديقهم القديمة بسرور وإما اشتريتها بنفسي وهو القسم الأصغر."
وفانيا لابسة زيا تقليديا من منطقة ديبارسكو بمقدونيا في حفلة افتتاح المعرض إلا أنها تشدد على أن ذلك الزي جديد وطريف جدا ولكنه لا يحمل سحر النماذج القديمة التي كانت مصنوعة يدويا كما هو الحال بالنسبة إلى الأزياء في هذا المعرض. وتصارحنا فانيا بأنفس ما تملكه قائلة:
"تنتمي هذه الأزياء إلى مختلف المناطق الفلكلورية وإني على اطلاع على تاريخ كل واحد منها بما فيه من كانت تلبسه ومتى وما الذي يميزه عن غيره. كما أن كلا من هذه الأزياء فريد من نوعه. فسأحدثكم عن الأزياء المفضلة لدي. أوله من قرية كوزانوفو في منطقة مدينة أسينوفغراد وهو الزي الذي ارتدته جدتي في عرسها حيث تم صنعها عام 1935. ويذكر أن جدتي حاكت وخاطت ونسجت الأشرطة بنفسها. والقميص مصنوع من القماش الأبيض والسترة من قماش الصوف المخطط باللون الأحمر والفوطة فيها جيب موضوع فيه منديل قطني ملون. ولم تكن جدتي تلبس ذلك الزي إلا بمناسبة الأعياد الكبرى. أما ثاني الأزياء التي أريد إبرازها فهو زي نسائي من قرية بانيا القريبة من مدينة خيسار. وهو أقدم ما حصلت عليه من أزياء فقد كانت تملكها العجوز ميتا وهي من مواليد عام 1870. وهو مصنوع من القطن والصوف ومزين بالترتر والخرز وتنتهي حاشية القميص بالخيط الأحمر مما يعتبر مميزا لقمصان تلك المنطقة. أما غطاء الرأس فمن أجمل ما يحموه الزي إذ هو مصنوع من القماش القطني الأزرق وفي حاشيته أنعم أنواع شريط القماش في البلاد. فقد كانت الماهرات في هذا الفن يخطن ذلك الشريط مستعملات شعرة الحصان أساسا له وهي التي كانت تضفي عليه قوة ومرونة. وأهدتني هذا الزي حفيدة ميترا والتي هي الأخرى مسنة اليوم وكانت بين حضور الحفلة الافتتاحية وفرحت برؤية زي جدتي وراء الواجهة الزجاجية."إن الأعياد الشعبية بربارة وسابا وعيد نيقولاوس متعلقة بنفس التواريخ التي تحتفل فيها الكنيسة الأرثوذكسية بذكرى القديسة بربارة (4 كانون الأول) والقديس سابا (5 كانون الأول) والقديس نيقولاوس (6 كانون الأول). وسنتحدث في هذه الحلقة من أستوديو الفلكلور عن..
الرسول أندراوس أول داع في منتصف القرن الأول، لكلمة المسيح في أراضي منطقة البحر الاسود، واصبحت بعض هذه الأراضي فيما بعد جزءا من الدولة البلغارية. تحتفل الكنيسة الأرثوذوكسية بيوم هذا القديس في 30 نوفمبر، حيث ارتبط هذا اليوم في بلغاريا بطقوس شعبية ثابتة..
كما هو معروف إن الصوف المسيحي أيام معدودة، حيث يدوم الصوم قبل عيد الفصح سبعة أسابيع ويتم تحديده وفق وقوع قيامة المسيح، أما صوما بيتروفدين وذلك بمناسبة أم الرب فيشملان أسبوعين ويصوم المؤمنون كل أربعاء والجمعة. ويبدأ صوم عيد ميلاد المسيح في 15 نوفمبر،..