يعتبر عيد القديس فاسيلي الذي يطلق عليه التقليد البلغاري اسمي "سورفا" و"سورفاكي" هو العيد البلغاري الذي نستقبل به رأس السنة الجديدة والذي انتشر بين جميع البلغار في البلاد وفي الخارج على السواء.

وأما المائدة التي تهيأ بمناسبة عشية هذا العيد فثاني مأدبة تبخر باللبان بعد عشية عيد الميلاد فتكرر العديد من الطقوس الخاصة بها. إذ يتسم الخبز الذي يخبز بمناسبة عشية رأس السنة بنفس التزيين الذي يتصف به خبز عشية عيد الميلاد مما يدل على الرمزية نفسها. ويتمثل الفرق الأساسي بين العيدين في كون مأكولات عشية رأس السنة تحتوي على المواد الحيوانية. حيث لا تخلو مائدتها من الفطائر ورأس الخنزير المطبوخ. وبعد تبخير المائدة العيدية تفصل قطعة من الخبز وتطعم الحيوانات ببعضها ويحتفظ بالباقي للعلاج. وتحضر ربات البيت في مختلف أنحاء البلاد أنواعا من فطائر التي تحتوي على العجينة والبيض والجبن وتضيف بعضهن البطاطا أو الملفوف المخلل أو البرغل. وفي جميع أصقاع بلغاريا تضاف إلى تلك الفطائر براعم من شجرة القرانيا منذورة للخير والعافية والنجاح في العمل والدراسة وغيرها. وإننا ما زلنا نحضر اليوم ولو بالوريقات.

وأما رأس الخنزير فكانت لا تخلو منه المائدة العيدية في الماضي حيث كان الرأس يحضر وفقا للطريقة الخاصة بالمنطقة. ويذكر أن هذا هو الطقس الوحيد في التقليد البلغاري والذي يبخر فيه لحم الخنزير ويقدم قربانا. كما أنه كان يوضع على المائدة في الماضي الجوز والثوم والبصل والعسل. ففي بعض الأماكن كانوا يرتبون 12 قطعة من البصل المبخر أي قطعة لكل شهر من السنة الجديدة ويرشون في وسط كل واحدة القليل من الملح وفي الصباح كانوا يفحصون أين ذاب الملح مما يدل على أن الشهر سيتميز بالجو الممطر.

أما التيمن باليوم الأول من العام الجديد فبعد من الظواهر الخاصة بالعيد فإذا كان أول زوار البيت ذكرا فستولد خرفان ذكور وإذا كانت أنثى فمعناها ولادة خرفان إناث في السنة الجديدة. كما أن نبات القرانيا يحظى بمكانة خاصة بين طقوس العيد باعتباره رمزا للقوة والعافية والشباب حيث تصنع منها أغصان مزينة خاصة بالعيد يحملها أولاد حتى الثانية عشرة من العمر ويزورون بها البيوت فيتمنون لمن يسكنونها العافية والبركة حيث يضربون بهذه الأغصان ظهور أهالي تلك البيوت انطلاقا من أكبرهم سنا ووصولا إلى أصغرهم. ويذكر أن غرب البلاد يحتكر فيه هذا الطقس على العزب المتنكرين مما يشابه هيكل طقس "كوكيري" المنتشر في شرق البلاد والمتمثل في طرد الشر من الشعب والذي يقام في أشهر الربيع.

نحتفل في الأول من كانون الثاني بعيد القديس فاسيلي العظيم. حيث تجري الفتيات ما يسمى بطقس "لادوفاني" ففي البداية يتجمعن لصب ونقل الماء من الينبوع في الصمت الكامل حيث يشترط على الفتاة التي تصب هذا الماء أن يكون والداها من الأحياء وعلى الإناء أن يكون أبيض اللون. وتضع فيه كل واحدة منهن خاتمها أو باقة زهور مربوطة بخيط يختلف عن خيوط الأخريات لونا وذلك من أجل التعرف عليها بعد إخراجها الذي يقوم به أصغر أطفال العائلة. وعند إخراج كل خاتم تؤدي الفتيات أغنية تدل على صفات العازب الذي سيتزوج من صاحبة هذا الخاتم. ثم يعدن خواتمهن إلى الإناء ويغطينه بالقماش الأحمر فيضعنه تحت شجرة الورد الجوري. وفي صباح اليوم التالي تكرر الفتيات الطقس. ويذكر أن الأغاني التي يؤدينها ترسم صورة العريس المنتظر بالألغاز المليئة بالرمزية والظرافة والمزاح.

مستمعينا الأعزاء نتمنى لكم الخير والعافية والسعادة والبركة في السنة الجديدة!