بعد 11 عاما من قبول بلغاريا في حلف الشمال الأطلسي – ناتو ظهرت القضية المتعلقة بمستقبل المشترك بين بلغاريا والحلف في جدول الأعمال من جديد. فقد انضمت البلاد إلى حلف الناتو في 2 آب، 2004 بعد جهود بذلتها مدى 10 أعوام، حيث اتخذته بمثابة مخرج استراتيجي من التحديات بسبب الوضع السائد آنذاك في منطقة البلقان ومدركة بالواقع أنه لا يوجد دولة بوسعها التصدي للأحداث المتصاعدة والأخطار للأمن. وأتت اتفاقية الانضمام إلى الناتو ضمانا للحماية المشتركة والدفاع في حالة هجوم على بعض الدول الأعضاء.
لقد غيّرت التحديات الجديدة أمام الأمن من قبيل الإرهاب والهجومات السيبرانية وتدفق اللاجئين وأمن الطاقة ولا سيما الأحداث من 2014 بقرب مباشر منا مثل ضم القرم وزعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا وخاصة غزو الإرهاب في وجه تنظيم الدولة الإسلامية، التوازن الاستراتيجي في أوروبا والعالم عل حد سواء، بل وأدى كل ذلك إلى تغيرات سياسية ومتعلقة بالأصولية على صعيدي الإقليمي والعالمي، الأمر الذي فرض إعادة التفكير في دور ومهام الحلف اليوم وكذلك اعتماد خطة العمل لاستعداد الناتو في ويلز خلال أيلول 2014. "أعمال روسيا في القرم وشرق أوكرانيا دلالة على جاهزية روسيا أن تخوض في عملية تغيير الحدود القانونية لدول ذات سيادة بواسطة قوة. وهذا انحراف ملموس من الأحكام القانونية المتفق عليها عالميا"، هذا ما صرح به أثناء زيارته للبلاد شهر مارس، نائب القائد العام لقيادة الحلف للعمليات لحلف الناتو الجنرال إيدريان برادشو، الذي أعرب عن تقديره الفائق لمشاركة بلغاريا في عمليات الحلف وجاهزيتها لإنشاء مركز وصل بين قواتها المسلحة والناتو على أراضيها، حيث أن هذا المركز سوف ينسق مناورات وتدريبات دولية مشتركة وكذلك أعمال محتملة لقوات رد الفعل السريع التابع للحلف كجزء من التدابير الرامية لضمان الأمن وانتشار قوات الحلف، ردا على أزمات ممكنة قد تقع في منطقة الطرف الشرقي للناتو.
فقد أظهر التطور الديناميكي للأحداث في أوكرانيا والشرق الأوسط أن عضوية بلغاريا في الحلف ضمان حيوي لا مفر منه بشأن أمن الدولة. هذا ما أعلن في مقابلة لإذاعة بلغاريا، نائب النادي الأطلسي في بلغاريا ووزير الخارجية البلغارية خلال فترة قبول بلغاريا في الحلف سولومون باسي، بعد العرض الرسمي لمجموعة "مستقبل ناتو"، الصادر من المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة السياسة الخارجية والأكاديمية العسكرية "غيورغي سافا راكوفسكي" وكذلك النادي الأطلسي.
واندرجت في الطبعة تقارير المشاركين البلغار والأجانب في المؤتمر الدوليس خلال 2014، المكرس لذكرى مرور 10 أعوام على انضمام بلغاريا إلى الحلف وكذلك رسائل تهنئة من الرئيس روسين بليفنيسلييف ومساعد الأمين العام للحلف للمسائل السياسية والسياسة الأمنية تيري ستاماتوبولوس ورئيس الوزراء البلغاري وقت انضمام بلغاريا إلى الحلف سيميون ساكسكوبورغوتسكي وكذلك وزراء سابقين وحاليين وسفير الولايات المتحدة لدى صوفيا مارسي رايس وأخرين، حيث أن المجموعة تصدر في عشية تواريخ رمزية ثلاثة، أولها ذكرى 11 أعوام على عضويتنا في الناتو و66 عاما على تأسيس حلف الشمال الأطلسي و24 عاما على تأسيس نادي أطلسي في بلغاريا. وفق ما قاله السيد باسي فإن الحرب الباردة في الفترة الراهنة يبدو وكأنها تحولت إلى "مناورة لحرب"، كما سُميت المناورات الواسعة النطاق، المطلقة من قبل الناتو في روسيا، إلا أن هذا الحرب تجري بأكبر قوة في ميدان وسائل الإعلام، مما هي جارية بواسطة معدات حربية مثل الدبابات والغواصات. وفي هذا السياق أضاف باسي، قائلا:
"أظهرت الـ11 أعوام منذ قبول بلغاريا في الناتو لغاية اليوم، أن الحلف تزود قوة ونفوذا مع مر السنين وتزداد بذلك مسؤوليتها. مما يدل على عدم تحقق توقعاتنا بإمكانية تحول الناتو إلى منظمة عادية ليست لديها أهمية فائقة، إلا أن ما يحدث في أوكرانيا دلالة على أن الحلف اليوم منظمة أكثر نفوذا من ذي قبل.
كما المشاورات السياسية، التي عقدها رئيس الجمهورية بشكل منفصل مع القوى البرلمانية في اتصال مع استقالة الحكومة، حددت جلسة أمس للمجلس الاستشاري للأمن الوطني أيضا فرضيات فقط، ولكن لا حل ملموس للأزمة السياسية. حتى يتم التوصل إلى قرار بعد تنفيذ الإجراء..
بعد المشاورات السياسية التي عقدها الرئيس مع القوى البرلمانية قبل الشروع في التزامه الدستوري لولايات جائزة لتشكيل الحكومة في إطار هذا البرلمان، والتوقعات لتشكيل حكومة جديدة في تكوين البرلمان الحالي وهمية. فقد وقف ضد الإعلان عن تشكيل هذه الحكومة ليس فقط..
ذكّرت زيارة عمل الرئيس المقدوني غورغي إيفانوف في بلغاريا في هذه الأيام بالعلاقات الوثيقة بين البلدين ولكن أيضا بالمشاكل بينهما. أكاديمية العلوم البلغارية كرمت الضيف بلقب "دكتوراه فخرية" لمساهماته في العلوم القانونية والتعليم والثقافة والحياة العامة...