قام هويت إي، النائب المساعد لوزير الخارجية الأمريكي الخاص بأوروبا وأوراسيا، بثاني زيارة لبلغاريا خلال آخر سبعة أشهر ضمن جولته في المنطقة. وقال بعد إجراء المباحثات مع رئيس الوزراء البلغاري إن الدولتين تقومان بتأكيد شراكتهما الاستراتيجية وإن الولايات المتحدة تدعم بلغاريا دعما قويا وترحب بإجراءاتها لمكافحة الإرهاب.

     "إننا نعتبر بلغاريا صديقا وحليفا في السراء والضراء وعلى الصعيدين الدولي والإقليمي على السواء فقد عدت وأكدت في اللقاء مع رئيس الوزراء أن الولايات المتحدة تبقى مع بلغاريا جنبا إلى جنب."- وشدد الدبلوماسي الأمريكي على أهمية تعزيز أمن الطاقة في بلغاريا وكافة دول المنطقة التي تعتبر معتمدة اعتمادا مفرطا على الغاز الروسي قائلا: "إننا على يقين بأن مفتاح أمن الطاقة يكمن في تنويع مصادرها وطرق تمديدها. فعلى سبيل المثال تُعد الوصلة بين أنابيب اليونان وبلغاريا ذات أهمية كبيرة إذ إن من شأنها توفير وصول بلغاريا إلى ممر الغاز الجنوبي وتنويع حقيقي لمصادر الوقود." كما ويرحب السيد إي بجهود الإصلاحات الدستورية الهادفة إلى زيادة فعالية النظام القضائي. ووجهت إذاعة بلغاريا إلى الضيف سؤالا عن التعاون في مكافحة الإرهاب أجاب عليه قائلا: "فيما يخص تنظيم الدولة الإسلامية فإننا سنتعامل مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي وبلغاريا منهم في سبيل مواجهة التحديات الجديدة التي تواجهها أوروبا برمتها. فعلينا التوصل إلى التضامن المشترك والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة عن طريق إدانة الإرهاب واتخاذ الإجراءات الضرورية لمحاربته."

أما الموضوع المحوري الذي دارت حوله المحادثات مع السيد إي في العاصمة صوفيا ألا وهو أمن الطاقة فعلق عليها رئيس الوزراء البلغاري قائلا: 

    "أتمنى أن يتبلور لدينا الموقف المشترك من اتحاد الطاقة المشترك من أجل إنجاز تنويع حقيقي لمصادر الطاقة إلى جانب إجراء الإصلاحات في أنظمة القضاء والتقاعد والصحة والمخابرات وبذل الجهود في سبيل مكافحة التهريب والفساد. فبلغاريا تؤيد إنشاء ممر الغاز الجنوبي وتصر على مراعاة مصالحها هي أيضا وإعادة بناء أنبوب الغاز "نابوكو" عبر بلغاريا . وإن موقفي ثابت لا أتخلى عنه ويسرني أن السيد إي يدرك أهمية ذلك للمستقبل على المدى المتوسط والبعيد فالموضوع هو موضوع أمن الطاقة في أوروبا بأكملها. ولما تنازلت بلغاريا عن الأمور الكثيرة في سبيل التطور المشترك ضمن حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي فإنني أتوقع أنه سيتم تعويضنا عن ذلك بالمزيد من الاستثمارات والنمو الاقتصادي والمسائل المشتركة التي سنعمل عليها."

وأضاف السيد بوريسوف أن الحكومة ستؤجل شراء الطائرات العسكرية حتى تتحسن الأوضاع في بلغاريا. وتطرق إلى موضوع الجلسة الاستثنائية التي ستنعقد في العاصمة البلجيكية الخميس القادم بشأن تدفق المهاجرين بحرا وبرا من إفريقيا والشرق الأوسط إلى أوروبا وبلغاريا حيث قال:

    "إن بلغاريا تنفق أموالا باهظة على حراسة الحدود. وأعتقد بأن الاهتمام يجب أن يركز على حدودنا البرية ففي حال تعزيز الحدود البحرية للاتحاد الأوروبي سيتحول تدفق المهاجرين إلى الحدود البرية. وعبر رئيس الوزراء عن استيائه من حالة علاقات الشراكة بين بلغاريا وبين الدول المجاورة في هذا الشأن ولكنه أعرب في ختام الحديث عن تفاؤله بأن دول الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي ستلتزم بمبادئ التضامن بينها."