"اطعموا الصحفيين" - تعود هذه العبارة إلى وزير الخارجية البلغاري السابق قبل أكثر من 15 عاما ولا تزال تحوم في عقول السياسيين المحليين. وإذا كانت الكلمات من رئيس الوزراء السابق مسجلة سريا، لتصبح واحدة من أكبر فضائح وسائل الاعلام في بلغاريا، فالقائم بأعمال وزير قال شيءا من هذا القبيل اليوم. وأثارت كلتا الفضيحتين موجة من السخط.

والمناسبة هي حدث ثقافي مرموق في باريس دعا وزير المثير للجدل صحفيين مختارين على حساب وزارته. وقد تم اختيار هؤلاء المراسلين الذين قد غطوا لسنوات إعداد هذا الحدث. ألا تدرك وسيلة الإعلام كمؤسسة مستقلة أن ما حدث هو من مصلحة المجتمع وينبغي أن تبثه؟ والسؤال هو مقياس لأن معظم الصحفيين المختارين يعتبرون الدعوة الوزارية كجدارة وجائزة.

مجتمعنا الديمقراطي هش، بما في ذلك النقابة الصحفية، وعلى ما يبدو لا تزال تواجه الصعوبات بنظرية الفصل بين السلطات التي صاغها تشارلز مونتسكيو في عام 1748. وأعطى واحد من الصحفيين الألمان المعاصرين الأكثر شهرة النصائح القيمة لنظرائه الأصغر سنا: "إن الصحفي الجيد لا يجسد القضية، ولو كانت جيدة." ومنذ 20 عاما تمنح مؤسسة تدعى هانز يواكيم فريدريكس http://www.hanns-joachim-friedrichs.de/ جوائز للصحفيين الشباب لعملهم الصحفي كمراقبين محايدين. فكرة يجود صحافة محايدة تماما هي مثالية. لا يوجد صحفي يعمل من دون الخضوع لتأثير. ولكن ذلك لا ينبغي أن يمنعنا من الرغبة في تحقيق هذا المثل الأعلى، للحفاظ على المسافة، ولحماية كرامتنا وتوثيق كل خطوة نقوم بها بعيدا عن هذا المثل الأعلى.