ثمة جسر روحي خاص يربط بين بلغاريا وسلوفاكيا متعلق بالإرسالية التبشيرية التي قام بها الأخوان القديسان كيريل وميتودي وتلاميذهما. فقد تم إرسال العالمين البلغاريين في النصف الثاني من القرن التاسع إلى مورافيا العظمى التي تقع سلوفاكيا اليوم في حدودها وذلك تبشيرا للمسيحية باللغة السلافية. وقد وضع كونستانتين-كيريل الفيلسوف الأبجدية الغلاغوليتسية من أجل ترجمة الكتب الدينية إلى هذه اللغة. وفي وقت لاحق عندما استقبل الملك بوريس تلامذة الأخوين القديسين في الأراضي البلغارية ووفر الظروف الملائمة لتطوير نشاطهما وضعت في مدرسة أوخريد الأبجدية الجديدة التي سميت بالكيريلية تقديرا لفضل كيريل الفيلسوف وهي ألفبائية أسهل بكثير من الغلاغوليتسية. وهذه الأخيرة لا تزال تشجع العلماء والفنانين على تعميق دراستها وإعادة قراءتها كما أنها تلهم النحات أندريي فرابتشيف إعادة تجسيدها في عمله الفني الضخم الذي أسماه "أ بي في" وهي أول حروف الألفبائية حيث يتمثل نحته في كرة فولاذ أسود قطرها 2,4 متر ووزنها طن واحد. ويعتبر الفنان البلغاري هو ممثل البلقان الوحيد الذي شارك في الطبعة العشرين من مهرجان "نحت وموضوع" الذي يقام في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا. وستلفت قراءته الفنية للأبجدية السلافية الأولى أنظار زوار حديقة دار الرئاسة السلوفاكية حتى أواخر الشهر الجاري.
ويرى أندريي فرابتشيف في إعادة تجسيد الغلاغوليتسية عن طريق لغة فن النحاتة تحديا شخصيا له، قائلا:
"تقوم الكتابة الغلاغوليتسية على مبادئ هندسية واضحة وجرى ابتكارها وفقا لرموز وأفكار المسيحية الأرثوذكسية. فتأتي في أساس جميع حروف هذه الأبجدية ثلاث علامات ألا وهي الدائرة والصليب والمثلث مما يرمز كتابيا لجملة "أنا الرب يسوع المسيح من البداية إلى النهاية". ويرد في أخبار كونستانتين كيريل الفيلسوف أنه كتب كل الأبجدية في ليلة واحدة فقط والواقع هو أن هذه العلامات وترتيبها هو ما يصور منطق هذه الأبجدية بالكامل. وهذا المبدأ الهندسي أتاح لي فرصة القيام بقراءة جديدة للغلاغوليتسية في الفضاء حيث ترجمتها إلى لغة النحت."
وقام أندريي فرابتشيف في إطار مهرجان المعهد الثقافي البلغاري الواقع في براتيسلافا بعرض بعض أعماله الأخرى التي تبني جسورا ثقافية بين البلغار والسلوفاكيين.
"هذا العام أجرت مدينة براتيسلافا مسابقة بمناسبة ذكرى مرور 25 عاما على سقوط النظام الاشتراكي فيها. مما جعلني أصنع سورا رمزيا عندما يمعن الزائر النظر فيه يتحول من حاجز يحرمك الحرية إلى أرجوحة تهديك الإحساس بالحرية والطيران والتغلب على جاذبية الأرض."
ومما بهر به النحات البلغاري الجمهور السلوفاكي عمل لا يتبع قوانين الكنيسة الأرثوذكسية:
"إن عمل "سويداء قلب يسوع المقدسة" عبارة عن أحد الرموز الكاثوليكية الذي يعتبر اللهب جزءا منه غير أنني امتنعت عن نحته وإنما استبدلت به شمعات كنائسنا الأرثوذكسية. فرأى البعض في هذا العمل ما يرمز إلى وحدة المسيحيين."
وسيبقى نحت "أ بي في" بعد نهاية المهرجان يقص على الزوار قصة الحروف الغلاغوليتسية في فيينا حيث سيستضيفها المعهد الثقافي البلغاري دار "فيتغينشتاين".
إذا لقيت لوحاته خفت غمض عينيك خشية انحلالها أمامك كالسراب، وكأنما تسير في الحقل وأنت تسمع أغاني الحاصدات، متجسدة أصواتهن في صورة المرأة. وهي المرأة التي بلغت في أعمال الرسام ليوبين باشكولسكي قمة الفن التشكيلي، جامعا فيها بين الماضي البلغاري والنهضة..
في دار المعارض الوطني "المربع 400" تم افتتاح معرض "إلهات الإلهام والمعرضات" المكرس لجسم المرأة العاري الذي لعب دور الإلهام منذ أيام الكلاسيكية القديمة حتى يومنا هذا. بعد حصول بلغاريا على التحرير من الدولة العثمانية وبعد قيام الدولة البلغارية المستقلة..
يمكن لزوار قاعة الفنون الوطنية مشاهدة معرض 55 عملا فنيا لأحد أبرز رسامي بلغاريا الفنان ديميتار كازاكوف الملقب بـ "نيرون" وذلك حتى 18 من شهر أيلول القادم. من أين يأتي هذا اللقب؟ حكى الفنان الكبير قصة حياته الفقيرة طالبا ساكنا في غرفة تحت سقف..