لقد حانت عشية عيد ميلاد المسيح، فتجمعت كل عائلة مسيحية في بيتها حول مائدة العيد في انتظار السر العظيم واستقبال ميلاد المسيح. نتحدث اليوم عن السلام والهدوء اللذين تتصف بهما ليلة العيد مع نيافة المطران أنطوني، وهو مطران الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية لغرب ووسط أوروبا.

"نحن الآن في عشية أحد أجمل الأعياد المسيحية ألا وهو عيد ميلاد يسوع المسيح وهو العيد الذي تبشرنا به ترنيمة الملائكة " المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة...". فسلام المسيح خالد في نفوسنا التي تشهد أمس الحاجة إليه في يومنا هذا. فلا غنى للبشر عن السلام والمحبة والخشوع الذي إياه يعلمنا المسيح فقد خشع الرب وتجسد نازلا إلى الأرض لكي نستطيع الذهاب إليه والتحول إلى أبناء له. فيعتبر ميلاد مخلصنا عيدا كبيرا يعطينا بداية جديدة ويفتح أبواب السماوات فيتيح لنا فرصة لقاء الرب."

كيف يمكن نسيان الغرور فالتخلص منه لكي نزداد طيبة؟

"أولا وقبل كل شيء واقتداء بمثال يسوع المسيح يجب أن نولي غرور الحياة اليومية وتفاهتها ظهورنا. فإننا نعيش عالما مليئا بالمتع والملذات التي تعجز عن إرضاء طلب السلام الخالد والرفاهية الروحية. فما من جائزة دنيوية قادرة على التعويض عن النقصان الروحي الذي نشعر به إلا إذا التقى بالمسيح ولا سيما في ميلاده."

إننا نعيش في عالم غير مستقر وآمن يشهد هجمات إرهابية في الآونة الأخيرة. فكيف يمكن ألا نغضب؟

"إن المسيحيين كانوا يعانون من الاضطهاد والظلم والجور منذ أوائل الدعوة المسيحية. أما الآن فما نفتقر إليه هو انعدام المحبة في المسيح والتي بحكمها تبدي الكنيسة الأرثوذكسية التسامح العظيم تجاه الآخرين فتحترم حرية الديانة لكل واحد ولا تندد بمن سلك طريقا دون الآخر وإنما تدين العنف والبطش في العالم. ولا أقصد هنا مجموعات دينية منفصلة وإنما إحدى الوصايا العشر، ألا وهي وصية "لا تقتل!" فلا حق لأحد على حياة الإنسان إذ إن خالق الحياة الوحيد هو الله. وما يجمع بيننا ويزيدنا تماسكا هو إيماننا بالله وبيسوع المسيح. فعلينا نسيان تفاهة الحياة اليومية والخلافات السياسية وما يقصينا عن أخينا في المسيح فكلما اجتمعنا ازددنا قوة. فلقد نزل يسوع المسيح إلى الأرض فتجسد عليها تبشيرا بسلام الله هنا حتى يصبح البشر صانعي السلام."