Text size
Bulgarian National Radio © 2025 All Rights Reserved

توماس فرام: "من يقضي بعجلة، فيخسر!"

لدى البلغار فرصة جديدة ألا وهي عبارة عن إمكانية رؤية صورتهم الشخصية المنعكسة في المرآة، وهكذا أن يعرفوا أنفسهم معرفة أفضل. المرآة في يدي توماس فرام، وهو كاتب وصحافي ومترجم ألماني، عاش في بلغاريا مدى السنوات الـ15 الأخيرة وبات يشعر بأنها وطنه الثاني. وهو الذي قدم بعض أهم الروايات البلغارية المعاصرة للجمهور الالماني بترجماته، ومنذ أسبوع يتمتع الجمهور البلغاري بكتابه الجديد بعنوان "شطرا الجوز. ألماني في بلغاريا"، والصادر  بالألمانية في 2014.  تعرفنا عليه زميلتنا فيسيلا فلادكوفا.

كيف أصبحت بلغاريا وطنا ثانيا بالنسبة إلى ألماني متقن للغة البلغارية؟

"لا يتمتع الرجال بكثير من الفرص وخاصة عندما نتحدث عن الانتقال إلى الخارج، فإن السبب، إما امرأة أو عمل، وكان لدي الاول"، يمزح فرام. "كنت أشتغل مراسلا للإذاعة الالمانية في بلغاريا وقمت بتحضير مقابلات، كان يجب علي أن أترجمها وهكذا بسبب ذلك تعلمت اللغة البلغارية المحكية خلال السنوات الأربعة الأولى."

وترك رجل، صاحب بسمة دائمة وقلب فرح انطباع قويا أولا في توماس فرام، وعلى هذا الشكل صدر كتابه وهو بمثابة غمزة موجهة إلى الألمانيين والبلغار على حد سواء وفيها  تبصر قليل.

"قبل أن يقرأ الكتب، لا بد للقارئ الأجنبي أن ينسى كل ما كان يعرفه عنها مسبقا، وأنصح الناس ألا يستعجلوا بمواقفهم من بلغاريا لأن كل من يقضي بعجلة، يخسر فرصة اكتشاف عالم جديد، وإنما بلغاريا عبارة عن مجموعة عوالم مجهولة، بدءا من القدامة والقروسطية مرا على فترة النهضة والتحرير والشيوعية ووصولا إلى مرحلة الانتقال حتى اليوم، وينبغي لك ان تقبل بلغاريا بدون معرفة مسبوقة أو كليشيهات كي تستطيع اكتشاف هذه العوالم المخفية."

بل إن كتابه محاولة إجابة على هذه الكليشيهات المنتشرة انتشارا واسعا والمتواجدة في عقول الغربيين، حيث تكون بلغاريا أوفى حليف للاتحاد السوفياتي، بلد يسود فيه الفساد والجريمة ووطن الفقراء والمتسولين المشردين في المدن الغربية الكبرى. ولم يستطع فرام لغاية اليوم إيجاد إجابة على سؤال "لماذا بلغاريا ما زالت بقعة بيضاء في عقول الغربيين.؟"

"في مقدمة كتابي أقدم قصة، مؤلفها الكاتب البلغاري العائش في فيينا ديميتار دينيف، الذي تعب من توضيح موقع بلغاريا الجيوغرافي لكل من يسأله في الخارج، واخترع اللغز التالي: هذا بلد تحدها رومانيا عن الشمال، وتركيا واليونان عن الجنوب وصربيا عن الغرب والبحر الأسود عن الشرق. واستغرب دينيف من إجابة سائليه، قائلين : "لا يوج شيء هناك!" بالنسبة إلي لا يوجد تفسير منطقي ومعقول لماذا تطل بلغاريا أن تكون مجهولة."

وعلى الرغم من الواقع المحزن إلا ان توماس استطاع في الحفاظ على بسمة القارئ بالكلمات التالية في كتابه: "في قارة، حيث تعال شعار التسامح وأُعلن على حقوق الإنسان... معقول هو سبب تلقي البلغار في الخارج إهانة عندما يشعرون بأن مخاطبيهم لا يعرفون بلادهم ولا يتذكرون عنها شيئا، وفي مثل هذه الأحيان استولى الشعور بالوطنية قلوب البلغار، ولو كانوا أصحاب هدوء من ذي قبل، فيتذكرون أن بلغاريا اُنشئت في القرن الـ7 م. عندما كانت القبائل الألمانية متفرقة، اتخذت الكهوف بيوتا لها." ما هو مظهرنا بعد 15 عاما من مجيء توماس فرام إلى بلغاريا؟

"التغير كبير وأشك أن البلغار يستطيعون أن يروه. وكان لدى الناس قبل 15 عاما تصور خيالي عن العالم الغربي، وكان ذلك يعود إلى عزلة البلاد التي استغرقت 45 عاما، وعقب ذلك السنوات الصعبة لمرحلة الانتقال إلى الديموقراطية والمخيبة لآمالهم، مما اتى بصحوة ولو متواضعة." 




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

لوبين ديمانوف عن التفاؤلية و القيم الأبدية

من 19سبتمبر وعلى مدى شهر في غاليري العاصمة "نيرفانا" يمكن مشاهدة معرض للفنان الكبير لوبين ديمانوف. الفنان، الذي يعيش في باريس، وقد سمى معرضه "السكينة والحركة". ماذا يكمن وراء هذه الكلمات؟ "الحياة، إذا ما نظرنا إليها انه تعبر في هذين المعنيين -..

نشر بتاريخ ٢١‏/٩‏/٢٠١٦ ١٢:٣٧ م

اتاناس تاسيف ـ كونية الموهبة

افتتح معرض واحد من أهم التشكيليين الموهوبين بروح كونية الفنان البلغاري - اتاناس تاسيف، في غاليري "نويانس" في العاصمة . وهذا المعرض هو الثالث له في بلغاريا. كان الأول في عام 1920 عندما التحق بأكاديمية الفنون في صوفيا. ولكنه كان من تسبب في طرده من..

نشر بتاريخ ١٧‏/٩‏/٢٠١٦ ٢:١٥ م

ليوبين رابتشيف ــ الرغبة في متابعة أحلامك

من كاليفورنيا إلى ستالبيشته- هذا هو عنوان الكتاب الذي صدر قبل بضعة أيام، وضع عن القصة الحقيقية لبلغاري ذكي ومغامر في الولايات المتحدة - ليوبين رابتشيف. وهو كتاب وثائقي ، مليء بالعديد من تقلبات القدر. ولكن الأهم من ذلك كله - الرغبة في متابعة أحلامك...

الزمن ١٢‏/٩‏/٢٠١٦ ٢:١٠ م