"الصمت! نسجل" – هذه هي الكتابة المضيئة المعلقة فوق الباب الكبير الثقيل الذي يؤدي إلى الاستوديو الأول في دار الإذاعة الوطنية البلغارية وهو المكان المقدس للموسيقى في هذه الدار كما يسميه مومتشيل غيورغييف في مقدمة كتابه، مشيرا إلى السر الذي يحدث في هذه القاعة حيث يتم تسجيل الصوت على الشريط والحاسوب. وليس هذا الكتاب أول مؤلف يتناول أهمية دور الإذاعة الوطنية البلغارية في تربية الثقافة البلغارية الصحيحة في نفوس البلغار ولكنه المصنف الوحيد الذي وصف وحلل بالتفاصيل سائر أطياف العمليات المتعلقة بإنتاج الموسيقى وتسجيلها وتخزينها وتوزيعها على شتى ألوانها. حيث ينظر إلى الإذاعة الوطنية على أنها مخبر فني وجهة تنظيم وإنتاج وإدارة ومنح في هذا المجال. إليكم أحد التسجيلات الفريدة التي احتفظ بها الأرشيف الموسيقي للإذاعة ألا وهو تسجيل مقطوعة "أغنية" من "المتتابعة البلغارية" للمؤلف الموسيقي البلغاري الشهير بانتشو فلاديغيروف، ومن تقديمه هو وعبقري الكمان دافيد أويستراخ.
هذا وقد عمل السيد غيورغييف في الإذاعة الوطنية البلغارية 15 عاما في مختلف المناصب بما فيها منصب مدير قسم الإنتاج الموسيقي. وله علاقات مع الإذاعة تعود إلى جده فوين إيلييف الذي كان منشدا كنسيا وملحنا للموسيقى الأرثوذكسية فله تسجيلات في أرشيف الإذاعة منذ ستينات القرن الماضي. بينما كان الأستاذ ديميتار غيورغييف من أقاربه وأبرز مدرسي الفلوت وعازف على هذه الآلة في الفرقة السمفونية التابعة للإذاعة الوطنية. أما مومتشيل غيورغييف فقد خلدته الإذاعة في ذاكرتها عازفا ومذيعا ومشاركا في برامج الإذاعة. وقد أتى كتابه "الصمت! نسجل" نسخة أعاد ترتيبها عن أطروحة الدكتوراه التي دافع عنها في الأكاديمية الوطنية للموسيقى عام 2013. نستمع إلى ما قاله المؤلف عن كتابه:
"إن هذا الكتاب تأتي بمثابة محاولة لبحث العمليات الموسيقية في الإذاعة الوطنية البلغارية من حيث تكنولوجيا وفلسفة الإنتاج الموسيقي وتوزيعها وتخزينها وأنواع استعمالها. فالإذاعة عبارة عن مؤسسة متعلقة بالفن الموسيقي والثقافة والتوعية منذ نشأتها. فيجب ألا ننسى أن البرنامج الأول في الإذاعة الوطنية البلغارية التي كانت تسمى وقتها بإذاعة صوفيا كان البث المباشر لحفل موسيقي وذلك في عام 1934. فالإذاعة عديمة المعنى بلا موسيقى. فكان هدفي دراسة هذا العمل الثقافي الضخم والإنتاج والتبادل الدولي والعلاقات مع الجمعيات الخاصة بحقوق التأليف.
فهذه أشياء مهمة جدا مع أنها تبقى وراء الستار ولم يتم تحليلها ولا وصفها حتى الآن. وما من ملحن أو قائد فرقة أو عازف أو مغن بلغاري بارز لم يترك أثره في الأرشيف الموسيقي ولم يشارك في برامج الحفلات الموسيقية لفرق الإذاعة. وقد احتفظت الإذاعة في أرشيفها الصوتي ببعض التسجيلات الفريدة من نوعها منها تسجيلات لدميتري شوستاكوفيتش وكيريل كوندراشين وغينادي روجديستفينسكي وهيرمان أبيندروت وياكوف زاك وغيرهم. وفي الكتاب مرفق خاص يتضمن أسماءهم. ومنذ خمسينات القرن الماضي والإذاعة الوطنية تنظم مهرجانات ومسابقات منها "منطقة دوبروجا تغني وترقص" و"استعراض أغاني الأطفال". كما أن البرامج المنفصلة تقوم بتنظيم مسابقات إضافة إلى الإذاعات المحلية التابعة للإذاعة الوطنية. ناهيك عن العدد الكبير من المهرجانات الدولية التي تشارك فيها الإذاعة."
ونختتم برنامجنا بتسجيل وثائقي لحفل البيانو رقم 2 من تأليف وأداء دميتري شوستاكوفيتش ومشاركة فلهارمونية صوفيا بقيادة المايسترو كونستانتين إيلييف.
بدأت الليلة في بلوفديف طبعة المدينة التقليدية من المهرجان الدولي لفن الفيديو. تعود انطلاقة المهرجان الى عام 2010 ومواقعها التقليدية هي واجهات المباني العامة والنصب التذكارية. وإلى جانب المسرح الروماني في الجزء القديم من المدينة، سوف يأخذ المهرجان هذا..
سحر الفلكلور البلغاري وتقاليده وعاداته وأطياف شتى الألوان وانبهار الحب المتبادل والمزاج الصافي – هذه هي صور السيد أسين فيليكوف التي تقدم لنا بلغاريا على ضوء يختلف عن المعتاد، حيث تحثنا، نحن البلغار، على إعادة اكتشاف ثروات أرضنا، فيما تثير..
إن زلاتنا كوسوتفا تتعدد مجالات نشاطها حيث تجمع بين الصحافة وتقديم البرامج الإذاعية والترجمة والشعر. فهي من أبرز المترجمين من اللغة الإنجليزية إذ تراكم في رصيدها عدد لا يستهان به من أفلام روائية ووثائقية ومسلسلات، فضلا عن ترجمة النثر والشعر من..