لماذا قرر رجل هولندي أن يُظهر لنا الطبيعة البلغارية؟ إن السيد باتريك سميتهيوس (Patrick Smithuis) مؤلف الأفلام الوثائقية بعنوان "ألمي الشخصي" وسلسلة "حقيقة الغابة البلغارية" والتي تكشف لنا عن الحقيقة المرة من منظور شخص أجنبي.

لقد اتخذ باتريك بلغاريا وطنا له وهو مقيم منذ 7 أعوام فيها ويتكلم اللغة البلغارية بطلاقة. وهو متزوج من بلغارية وله طفلان. ومنذ سنة وهو يصور أفلاما عن بلغاريا ويمارس العمل الخيري. ويمكن مشاهدة جميع أفلامه على صفحته في الإنترنت mynewhomeland.org. نتحدث مع السيد باتريك:

"إنني صورت أفلاما عن بلغاريا، وأود أن أعلن جهارا أنني لا أشتكي منها، ولكن لا بد من إظهار المشاكل كما هي، وأفلامي مركزة على إيجاد حلول المشاكل وليس على المشاكل نفسها. فالغابات مثلا فيها مشاكل كثيرة بسبب الفساد ولكن والحمد لله أنني أرى نشوء حركات مدنية تهتم بالموضوع وتقيم مظاهرات."

إن السيد باتريك منبهر بجمال الطبيعة البلغارية ولكنه لا يفهم التهاون والإهمال اللذين تلحق بها أضرارا جسيمة لمصالح بعض رجال الأعمال.

"إن البلغار لأناس طيبون رائعون وأذكياء بالفطرة، إلا أنهم عاجزون عن العمل الجماعي في الفريق، فإذا كانوا يودون تغيير دولتهم فلا بد من التكاتف. أعتبر البلغار منفردين إلى حد كبير، وما يجمع بين الناس هو القضية المشتركة، وهي واضحة بالنسبة للبلغار – ألا وهي حماية الطبيعة."

إن قصة الأفلام الوثائقية التي يصورها باتريك تبدأ على بعد 50 كم من العاصمة من حيث يمطلق في رحلة إلى كل أصقاع وطنه الثاني ويشرع في طرح أسئلة محرجة غالبا ما لا يتلقى أي جواب عليها. ووصل عدد الأفلام في رصيده إلى 14 فيلما عن مختلف المشاكل التي تعاني منها البيئة في بلغاريا.

وكان مستهل أول أفلامه المعنون بـ "ألمي الشخصي" بـ "لقد اتخذت بلغاريا وطنا لي منذ زمن بعيد ويؤلمني ما أشاهده كل يوم إذ يتخوف البشر وكل منهم منطو على نفسه... لماذا لا يزال الشباب وهم أمل هذا البلاد يهاجرون إلى الغرب بحثا عن رزقهم؟ لماذا ندمر الطبيعة ونستغل الموارد دون أن يشعر الشعب بأي فائدة منها؟ ما هي الخطة العامة لبلغاريا؟"

"من شأن الاتحاد الأوروبي أن يكون شريكا جيدا جدا لبلغاريا ومفيدا جدا لكل الدول الأعضاء، إلا أن كلا منها تشارك فيه بهويتها. وأعتقد بأن بلغاريا قادرة على تأدية دور مهم جدا في الاتحاد. والطريقة هي ليست في تطبيق ما تطبقه الدول القوية وإنما في الحفاظ على ما هو بلغاري والاعتزاز به."

هذا وقد كان السيد باتريك من منظمي منتدى "الغابات" الذي عقد مؤخرا وهو عبارة عن لقاء بين مواطنين ومنظمات مدنية لوضع "رؤية المواطنين لمستقبل الغابات البلغارية 2016-2021. وبعد إعداد شكلها النهائي سيتم إرسالها إلى وزارة الزراعة والأغذية والوكالة التنفيذية للغابات. ومن الاقتراحات في الوثيقة كل من القيام بالعمل الاقتصادي في الغابات العامة من قبل الهيئات الحكومية والبلدية مباشرة، وتشجيع تطوير صناعة معالجة الخشب على المستوى المحلي، ومبادرة مراقبة دولية على إدارة الغابات البلغارية.