نحتفل اليوم بذكرى مرور قرن على ميلاد المواطن البلغاري الكبير الملازم الأول ديميتار سبيساريفسكي الذي خلده التاريخ ببطولته الفائقة وبسالته الخارقة في أول وآخر رحلة جوية حربية قام بها في تاريخ الـ20 من كانون الأول عام 1943 الذي شهدت سماء صوفيا الليلية فيه ومن جديد قصفا جويا أمريكيا عنيفا فوق المناطق السكنية بالعاصمة البلغارية فبعد أن نفد عتاد الملازم الشجاع عزم على ضرب إحدى الطائرات المقاتلة الأمريكية بطائرته وبذلك فدى بحياته من أجل إنقاذ حياة عدد كبير من المدنيين الأبرياء. وفي عام 2009 أعلنت القوات الجوية البلغارية السيد سبيساريفسكي عقيدا لفدائه وبطولته العظيمين.

ولا تقتصر أمجاد تاريخ القوات الجوية البلغارية على الماضي وإنما تمتد إلى المستقبل في وجه الجيل الجديد من الطيارين المثاليين المحترفين ومنهم القبطان بوريس ماسلاروف الذي ولد في نفسه حب الطيران في طفولته وبالتحديد أول ما رأى في سماء مسقط رأسه مدينة فيلينغراد طائرات:

"أذكر أنني كنت جالسا وأنا أتفرج على الطائرات المحلقة وأصدقائي يتحدثون فيما بينهم، غير أنني لم أكن أسمع كلامهم منبهرا بالطائرات. وأعتبر مهنة الطيار العسكري مهنة غاية في الأهمية والمسؤولية تجعلك تفعل كل ما بوسعك في أي لحظة. والديناميكية والأدرينالين والدقة البالغة هي التي تبعث فيك الحيوية والكمال إلى حد يجعلك تتساءل بين حين وآخر من اختار الآخر – أالمهنة هي التي اختارتك أم أنت الذي اختارها؟"

ومر طريق تحقيق هذا الحلم الكبير بالدراسة في كلية الطيران في مدينة فيليكو تارنوفو وتدريبات الفريق الدراسي الجوي "غيورغي بينكوفسكي" في مدينة دولنا ميتروبوليا. وينتمي اليوم القبطان ماسلاروف إلى السداسي العظيم أي أنه أحد أوائل الطيارين الشباب المحترفين الذين أدرجت أسماؤهم في البرنامج الجديد لتدريس طياري الطائرات المقاتلة. ما هو الشعور الذي يأخذك وأنت تقود طائرة حربية؟

"من الصعب علي وصف هذا الشعور بالكلمات، فهذه الطائرة ذات قدرة كبيرة مما يجعل الأمور عالية السرعة والديناميكية فلا بد من سرعة الرد إذ لقلة الوقت المتوافر لذلك. ودائما ما يعلّمنا ذوو الخبرة في الطيران أن فكرة الطيار يجب أن تسبق الطائرة حتى نكون على أهبة الاستعداد لجميع الاحتمالات."

أما شكل بلغاريا من حجرة طيار ميغ 29 فهو:

"شكلها لؤلؤة صغيرة في الزرقة اللانهائية فهي رائعة... تقلع الطائرة وترتفع بسرعة حتى تنظر إلى أسفل وتشكر أنها موجودة."

ماذا تعني قضية الطيار العسكري في القوات الجوية؟

"لكل منا قضيته التي يؤمن بها فيلتزم بها. وقد آمنت بقضية الطيار في الجيش البلغاري فحماية الوطن والدفاع عنه. فرسالتي هي خدمة بلادي."

يرى القبطان ماسلاروف أن صعوبة ظروف العمل في كل أنحاء العالم تؤدي إلى تماسك فريق العمل وزيادة الثقة بزميلك. ويعتقد الرجل الشجاع بأن الكثير من البلغار الشباب مهتمون بهذه المهنة المسؤولة.