يغير قرار بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي خطط الدول الأوروبية فقد أدى هذا القرار إلى تغيير دور رئاسة الاتحاد بحيث تضطر بلغاريا إلى تولي المنصب ست أشهر قبل الوقت المحدد أي بدءا من ال1 من شهر يناير كانون الثاني بدلا من ال1 من شهر يوليو تموز 2018 مما يسبب تحديات إضافية مجهولة.

الدول التي تمتلك خبرة تبدأ تحضيرات تولي الرئاسة بسنة أو بسنة ونصف قبل بدايتها. ولكن بلغاريا بدأت هذه التحضيرات قبل ثلاث سنوات وذلك لأنها ستتولى هذا المنصب للمرة الأولى. رغم ذلك فإن مكانتها كانت متخلفة حتى قبل "بريكسيت". في شهر مايو أيار السنة الجارية نسبت مصادر حكومية التخلف إلى المشاجرات حول الشخص الذي سيترأس المركز الوطني لتحضير الرئاسة والقيام بتأدية الواجبات المرتبطة بها. قالت نائبة رئيس الشؤون الأوروبية "ميغلينا كونيفا" أن الالتزام بالمواعد النهائية لتحقيق التحضيرات "ليس أمرا مستحيلا".

الوضع معقد فعلا. هناك أسئلة حول استعداد صوفيا لاستقبال حولي 20000 شخصا من المتوقع أن يشاركوا في الجلسات في العاصمة خلال الأشهر الستة ابتداء من ال1 من شهر يناير كانون الثاني 2018. من المخطط ترميم دور الإقامة في حيي "بويانا" و"لوزينيتس" بالإضافة إلى تجديد دار الحزب السابق وقصر الثقافة الوطني. لكن المواعد النهائية قصيرة والأسعار عالية. يقترح البعض أن تتم الفعاليات والجلسات في بروكسيل بعد توسيع بلغاريا لرئاستها المستدامة هناك بما سيؤدي إلى خفض التكاليف ولكن سيؤدي أيضا إلى تغيير شروط اختيار رئيس المركز وتحديد الفعاليات التي يريد السياسيون البلغار التشديد والتركيز عليها. من هذه الفعاليات عيد الكتابة والثقافة السلافية (ال24 من شهر مايو أيار). في الوقت الحالي المقر المفضل هو مدينة صوفيا.

المسائل الكبيرة التي سيعتمد عليها نجاح الرئاسة تتمثل في النمو الاقتصادي وخفض البطالة والمساواة الاجتماعية والتكامل الاجتماعي وأمن المواطنين الأوروبيين والهجرة والإرهاب وإلخ. ليس من المستبعد أن تشمل هذه المسائل مسألتي "بريكسيت" وتوسيع الاتحاد الأوروبي في المستقبل.

لحد الآن يزعم مجلس الوزراء على أنه سيواجه التحديات بنجاح ولكن بعد جمع الطاقة الضرورية فقط. يعود تفاؤل المجلس إلى تثبيت مرحلة البرامج التشغيلية الجديدة  فضلا عن وجود فريق خبراء في كل الوزارات. إنهم مستعدون للقيام بجدول الأعمال الحكومي.  تغيير موعد الرئاسة مناسب جدا فيما يخص سياسات بلغاريا الداخلية فإذا تمت الرئاسة في النصف الأول من عام 2018 فمن المستبعد إجراء انتخابات برلمانية مسبقة في عام 2017. كل ذلك يتيح جزب "بويكو بوريسوف" فرصة إكمال رئاسته بطريقة مثيرة. تشجع هذه الظروف الرؤساء على القيام بالتحديات الجديدة. هل سينجحون؟ هذا يعتمد على أفعالهم الواقعية.